اللامنتمي قدر جائزة نوبل الادبية

جان ماري لوكليزيو..هذا المتفرد في حقل الرواية الفرنسية وصاحب جائزة نوبل في الادب لهذه السنة.. جاء بعد تيار الرواية الجديدة الذي مثله في فرنسا اواخر الخمسينيات وبداية الستينيات الثلاثي الان روب غرييه . وميشال بيتور.. ونتالي ساروت .. وسبق من ناحية اخرى النص الحديث المفتوح..هي الرواية الحديثة كما يقول ..خالد النجار ..التي مضت في كل الاتجاهات وكسرت الى الابد المعمار البلزاكي المعروف .. ولوكليزيو متفرد في كل شيء ..متفرد في الانتماء لاجيل له ولا مدرسة.. ومتفرد في الصياغة.. صياغته بسيطة تضع العالم قبل اللغة وقبل الافكار ..حتى ان رواياته تبدو بلا كاتب ..هكذا يفسره التونسي خالد النجار..فالمؤلف غائب لايتدخل في النص ..لان النص لديه هو الحياة متجلية في اللغة ولهذا السبب فهو متسع اتساع الحياة نفسها ..ولوكليزيو كما يقول عنه صديقه الشاعر الفرنسي الكبير ..جون غروجان..لديه اطلاع واسع على العلوم الانسانية من تحليل نفسي الى علم اجتماع الى انتروبولوجيا ولكنه لا يستعمل معارفه في نصوصه..فضل ان يهجو المدينة الحديثة والحضارة المادية الغربية وعدم الانتماء الى اي عصبة ..يرى فيه النقاد كاتبا كلاسيكيا من غير سوء اي المجدد دون صدمة وخرج بمنهاج جديد ..كما يقول ..سليم بوفنداسه ..هو البساطة الرهيبة ..ورغم ان لوكليزيو يعتبر كتابه ..ثلاث مدن مقدسه ..شبه تحقيق فانه لايبدو في هذا الكتاب موثقا اثنولوجيا ..او دارسا تقنيا للهنود الحمر ..وانما الثقافة الهندية بالنسبة له هي مصدر معرفة .. وعلى الرجل الغربي ا ن يتعلم من الهندي الاحمر اشياء كثيرة ..يتعلم من الهندي تلك العلائق الروحية التي تربط الانسان بوسطه الطبيعي ..والتي افتقدها الانسان في مدن الغرب الحديثة .. ولكن من هو ..جوزن ماري لوكليزيو..ولد هذا الاخير في مدينة نيس الفرنسيةسنة 1940 من اب انجليزي وام فرنسية ..عاش طفولته ايام الحرب العالمية الثانية بمنطقة ..جبال الالب..حيث التجات عائلته ..طفولته مليئة بالقراءات حول الجغرافيات البعيده والاصقاع العجائبية ..من سن 11 بدات اسفاره مع العائلة في ادغال افريقيا حيث عمل ابوه طبيبا ريفيا ..بدا الكتابة مبكرا كتب في افريقيا كتابين ..الرحلة الطويلة .. و الاورادي الاسود ...ومن ذلك الوقت لم ينقطع عن الكتابة التي تحولت اليه كااسلوب حياة ثم الى وجود ..فجر الستينات تحول الى التمثيل السينمائي وفي 1963نال اول جائزة عن روايته .. التحقيق ..وفي 1964 وضع دراسة اكادمية بعنوان .. العزلة في اعمال الشاعر الفرنسي هنري ميشو ..ومن كتبه العديدة .. التحقيق والطوفان كتاب الهروب وسفر من الناحية الاخرى ....الخ ويعد لوكليزيو..من اهم الكتاب الفرنسين الذين تعاطفو مع القضية الفلسطينية لذلك جلب لنفسه العداء من الاوساط الصهيونية في فرنسا خاصة وتزامن ذلك مع ظهور نصه العتيد عن الفلسطينين في مجلة دراسات فلسطينية التي تصدر باللغة الفرنسية في باريس.