التعلّق المرضي... أسباب ونتائج
•(-•♥₪.::شــواطئ الأحـلام::.₪♥•-)• :: •(-•♥₪.::شواطئ الأحلام::.₪♥•-)• :: •(-•♥₪.::شاطئ الطب والصحة العامة::.₪♥•-)• :: •(-•الصحة النفسية•-)•
صفحة 1 من اصل 1
التعلّق المرضي... أسباب ونتائج
التعلق المرضي:
هو: الميل المبالغ فيه إلى موضوع من الموضوعات ، بحيث يفقد المتعلِّق استقلاليته ، ويتبع المتعلَّق به تبعيةً كاملةً ، وكأنما تذوب شخصيته عنده.
ويمكن أن يكون التعلق المرضي:
• بين الذكر والأنثى.
• بين الذكر والذكر.
• بين الأنثى والأنثى.
• ويمكن أن يكون المتعلقان في مراحل عمرية متقاربة أو متباعدة.
والأصل في الصداقة: شدة التشابه، والمشاكلة في الطباع، والتقارب في الأفكار والعادات. وقد حث الدين والعقل والعلم على "الصداقة" باعتبارها مطلباً هاماً من مطالب النمو الإنساني. حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله: ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه.
وبلغ من عناية النبي صلى الله عليه وسلم بالمتحابين في الله، أنه أُتِيَ يومَ أُحُدٍ بعبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح قتيلين، فقال: ادفنوهما في قبر واحد، فإنهما كانا متصافيين في الدنيا. وكأنما أراد أن يجمعهما في الآخرة.. كما اجتمعا في الدنيا.
وجاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: متى الساعة؟ قال: ما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها كثير صيام ولا صلاة، إلا أني أحب الله ورسوله. قال صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب.
وحث الإسلام على الحب بين الرجل والمرأة إذا كان مقدمة زواج أو سبيلاً إليه، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "حبب إليَّ من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة".
وينصح من أراد الزواج أن ينظر في المرأة إلى ما يرغبه فيها، فيقول: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما.
ويقول: لم يُرَ للمتحابين مثل الزواج.
فالصداقة السوية، والحب السوي.. ليس فيهما حرج في الدين أو العقل.
غير أن الصداقة تتجاوز أحياناً حدَّها المعتاد لها، فتنتقل إلى شيء آخر له خصائص أخرى.
والحب يتجاوز حده المعقول.. فينتقل إلى تعلق مرضي سلبي بالمحبوب.
الفرق بين الصداقة والحب:
ما هي الصداقة السوية.. وما الصداقة المرضية، بين أبناء الجنس الواحد؟
يُعَرِّف إنلجش وإنجلش الصداقة بأنها: علاقة بين شخصين أو أكثر، تتسم بالجاذبية المتبادلة، المصحوبة بمشاعر وجدانية تخلو عامةً من الرغبة الجنسية.
ويُفَرِّق دافيز بين الصداقة والحب فيقول: إن الحب صداقة، ولكنه يزيد عليها بمجموعتين من الخصائص وهما: الشغف Passion والعناية caring
ولذا فالحب عنده علاقة أوفر إثابة، ولكنها أقل استقراراً.
الخصائص المشتركة بين الحب والصداقة:
• الاستمتاع برفقة الطرف الآخر.
• تقبل الطرف الآخر كما هو.
• الثقة في حرص كل طرف على الطرف الآخر.
• احترام الصديق أو الحبيب والثقة في حسن تصرفه.
• فهم شخصية الطرف الآخر ودوافع سلوكه وتفضيلاته.
• التلقائية وشعور كل طرف بأنه على طبيعته مع وجود الآخر.
• الإفصاح عن الخبرات والمشاعر الشخصية.
ما يتميز به الحب عن الصداقة:
أ- مجموعة الشغف؛ وتشمل ثلاث خصائص، هي:
1- الافتتان fascination: ميل المحب إلى الانتباه إلى المحبوب، والانشغال الدائم به، والرغبة في إدامة النظر إليه، والبقاء بجواره.
2- التفرد exclusiveness : تميز علاقة الحب عن سائر العلاقات الأخرى ، والرغبة في الالتزام والإخلاص للمحبوب ، مع الامتناع عن إقامة علاقة مماثلة مع طرف آخر.
3- الرغبة الجنسية: رغبة المحب في القرب البدني من المحبوب ولمسه ومداعبته، وفي معظم الأحيان يتم ضبط تلك الرغبة لاعتبارات أخلاقية ودينية.
ب- مجموعة العناية؛ وتحوي خاصيتين هما:
1- تقديم المحب أقصى ما يمكن إلى المحبوب ، حتى لو بلغ حد التضحية بالنفس.
2- الدفاع والمناصرة عن مصالح المحبوب.
صور التعلق المرضي:
للتعلق المرضي صور متعددة، منها:
1- تعلق المستاويين سناً وجنساً: (الشاب بالشاب، والفتاة بالفتاة)، ويبدأ في صورة صداقة وإعجاب، ثم يمتد إلى الشغف والعشق، ويمكن أن يؤدي بهم إلى الجنسية المثلية.
2- تعلق الصغير بالكبير، ويبدأ بالتقدير والتبجيل، ثم يتجاوز الأمر حدَّه إلى التبعية المطلقة، والشعور بفقدان القيمة إن ابتعد عن دائرة تأثيره، وقد نعى الله تعالى على الكفار قولهم "هذا ما وجدنا عليه آباءنا" لأن تقديسهم لآبائهم منعهم من رؤية الحق واتباعه، ولامهم على منحهم أشياخهم وعلماءهم صفاتٍ ليست من حقهم فقال تعالى: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله".
3- تعلق الكبير بالصغير: وهو يخفي شغفاً وجنسية مثلية كامنة أو ظاهرة.
4- التعلق بين الجنسين: والصورة السوية منه "الحب المؤدي إلى الزواج"، وضابطه: ارتقاء كل طرف من خلال علاقته بالطرف الآخر. ويمكن أن يكون هناك تعلق مرضي داخل علاقة الزواج نفسه، وذلك حين يشعر أي طرف بتبعيته الكاملة للطرف الآخر، وأنه لا شيء بدونه، وظهرت عليه مظاهر التعلق المرضي.
مظاهر التعلق المرضي:
للتعلق المرضي مظاهر معرفية، وأخرى سلوكية، وأهمها:
• هيمنة المتعلق به على تفكيره فهو منشغل به على الدوام، قال مجنون ليلى:
أراني إذا صليت يممت نحوها بوجهي وإن كان المصلى ورائيا
وما بي إشراك ولكن حبهــا كعود الشجا أعيا الطبيب المداويا
• انسحاب طاقته العملية إلى الداخل لانشغالها بالتفكير في المتعلق به، قال جميل بثينة:
يقولون جاهد يا جميل بغزوة وأيَّ جهادٍ غيرهن أريد!!
لكل حديث عندهن بشاشـة وكل قتيل بينهن شهيد!!
• إدمان النظر إلى المحبوب، وتقديم رؤيته على كل شيء. فإذا أعياه ذلك تمنى المحال حتى يراه، وربما بالغ بعضهم في طلب وصال من تعلق به، حتى لقد قال أحدهم:
تمنيتُ القيامةَ ليسَ إلا لألقَى من أحبُّ على الصراطِ
فإذا أعياه لقاءُ من يُحب.. فعل كما فعل مجنون ليلى:
أُقلِّبُ طرفِي في السماءِ لعلَّه يوافقُ طرفِي طرفَها حين تنظرُ
• السعي الدائب للقرب منه.
• ارتهان سعادته وسروره بالمحبوب، قال جميل:
وأنت التي إن شئت كدرت عيشتي وإن شئت بَعدَ اللهِ أنعمتِ باليا
• موافقته في كل ما يقول وإن كان محالاً، قال خليفة الأسدي:
فلو قلتِ: طأ في النار، أعلم أنه هوىً لك أو مدنٍ لنا من وصالكِ
لقدمت رجلي نحوها فوطِئتُها هُدىً منكِ لي أوهفوةً من ضلالك
• الاضطراب عند رؤيته فجأة ، قال مجنون ليلى:
فما هو إلا أن رآها فُجَاءةً فأُبهِتَ حتى ما يكاد يجيب
• تعمد لمسه والاقتراب الجسدي منه.
• الرغبة الدائمة في ذكره والحديث عنه وتتبع أخباره.
• محاولة إظهار النفس أمامه في أجمل صورة، حتى ولو كان ذلك على غير طبيعتها (فالبخيل يكرم، والجبان يشجع..).
• ظهور بعض الأعراض الاكتئابية: من حزن وبكاء عند فقدان المتعلق به، وانسحابية من الحياة الاجتماعية، وخمول، وهزال جسدي.
ومن الطريف أن كتب الحب تجعل من الأعراض الاكتئابية علامة من علامات الحب الصادق (!!!)، ومن ذلك قول بعضهم:
ولما شكوت الحب قالت كذبتني فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا
فلا حب حتى يلصق الجلد بالحشا وتخرس حتى لا تجيب المناديا
(ومعنى "فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا: أنها مكسوة باللحم، لم يصبها الهزال والنحول، دلالة على شدة سقمه).
هو: الميل المبالغ فيه إلى موضوع من الموضوعات ، بحيث يفقد المتعلِّق استقلاليته ، ويتبع المتعلَّق به تبعيةً كاملةً ، وكأنما تذوب شخصيته عنده.
ويمكن أن يكون التعلق المرضي:
• بين الذكر والأنثى.
• بين الذكر والذكر.
• بين الأنثى والأنثى.
• ويمكن أن يكون المتعلقان في مراحل عمرية متقاربة أو متباعدة.
والأصل في الصداقة: شدة التشابه، والمشاكلة في الطباع، والتقارب في الأفكار والعادات. وقد حث الدين والعقل والعلم على "الصداقة" باعتبارها مطلباً هاماً من مطالب النمو الإنساني. حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله: ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه.
وبلغ من عناية النبي صلى الله عليه وسلم بالمتحابين في الله، أنه أُتِيَ يومَ أُحُدٍ بعبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح قتيلين، فقال: ادفنوهما في قبر واحد، فإنهما كانا متصافيين في الدنيا. وكأنما أراد أن يجمعهما في الآخرة.. كما اجتمعا في الدنيا.
وجاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: متى الساعة؟ قال: ما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها كثير صيام ولا صلاة، إلا أني أحب الله ورسوله. قال صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب.
وحث الإسلام على الحب بين الرجل والمرأة إذا كان مقدمة زواج أو سبيلاً إليه، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "حبب إليَّ من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة".
وينصح من أراد الزواج أن ينظر في المرأة إلى ما يرغبه فيها، فيقول: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما.
ويقول: لم يُرَ للمتحابين مثل الزواج.
فالصداقة السوية، والحب السوي.. ليس فيهما حرج في الدين أو العقل.
غير أن الصداقة تتجاوز أحياناً حدَّها المعتاد لها، فتنتقل إلى شيء آخر له خصائص أخرى.
والحب يتجاوز حده المعقول.. فينتقل إلى تعلق مرضي سلبي بالمحبوب.
الفرق بين الصداقة والحب:
ما هي الصداقة السوية.. وما الصداقة المرضية، بين أبناء الجنس الواحد؟
يُعَرِّف إنلجش وإنجلش الصداقة بأنها: علاقة بين شخصين أو أكثر، تتسم بالجاذبية المتبادلة، المصحوبة بمشاعر وجدانية تخلو عامةً من الرغبة الجنسية.
ويُفَرِّق دافيز بين الصداقة والحب فيقول: إن الحب صداقة، ولكنه يزيد عليها بمجموعتين من الخصائص وهما: الشغف Passion والعناية caring
ولذا فالحب عنده علاقة أوفر إثابة، ولكنها أقل استقراراً.
الخصائص المشتركة بين الحب والصداقة:
• الاستمتاع برفقة الطرف الآخر.
• تقبل الطرف الآخر كما هو.
• الثقة في حرص كل طرف على الطرف الآخر.
• احترام الصديق أو الحبيب والثقة في حسن تصرفه.
• فهم شخصية الطرف الآخر ودوافع سلوكه وتفضيلاته.
• التلقائية وشعور كل طرف بأنه على طبيعته مع وجود الآخر.
• الإفصاح عن الخبرات والمشاعر الشخصية.
ما يتميز به الحب عن الصداقة:
أ- مجموعة الشغف؛ وتشمل ثلاث خصائص، هي:
1- الافتتان fascination: ميل المحب إلى الانتباه إلى المحبوب، والانشغال الدائم به، والرغبة في إدامة النظر إليه، والبقاء بجواره.
2- التفرد exclusiveness : تميز علاقة الحب عن سائر العلاقات الأخرى ، والرغبة في الالتزام والإخلاص للمحبوب ، مع الامتناع عن إقامة علاقة مماثلة مع طرف آخر.
3- الرغبة الجنسية: رغبة المحب في القرب البدني من المحبوب ولمسه ومداعبته، وفي معظم الأحيان يتم ضبط تلك الرغبة لاعتبارات أخلاقية ودينية.
ب- مجموعة العناية؛ وتحوي خاصيتين هما:
1- تقديم المحب أقصى ما يمكن إلى المحبوب ، حتى لو بلغ حد التضحية بالنفس.
2- الدفاع والمناصرة عن مصالح المحبوب.
صور التعلق المرضي:
للتعلق المرضي صور متعددة، منها:
1- تعلق المستاويين سناً وجنساً: (الشاب بالشاب، والفتاة بالفتاة)، ويبدأ في صورة صداقة وإعجاب، ثم يمتد إلى الشغف والعشق، ويمكن أن يؤدي بهم إلى الجنسية المثلية.
2- تعلق الصغير بالكبير، ويبدأ بالتقدير والتبجيل، ثم يتجاوز الأمر حدَّه إلى التبعية المطلقة، والشعور بفقدان القيمة إن ابتعد عن دائرة تأثيره، وقد نعى الله تعالى على الكفار قولهم "هذا ما وجدنا عليه آباءنا" لأن تقديسهم لآبائهم منعهم من رؤية الحق واتباعه، ولامهم على منحهم أشياخهم وعلماءهم صفاتٍ ليست من حقهم فقال تعالى: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله".
3- تعلق الكبير بالصغير: وهو يخفي شغفاً وجنسية مثلية كامنة أو ظاهرة.
4- التعلق بين الجنسين: والصورة السوية منه "الحب المؤدي إلى الزواج"، وضابطه: ارتقاء كل طرف من خلال علاقته بالطرف الآخر. ويمكن أن يكون هناك تعلق مرضي داخل علاقة الزواج نفسه، وذلك حين يشعر أي طرف بتبعيته الكاملة للطرف الآخر، وأنه لا شيء بدونه، وظهرت عليه مظاهر التعلق المرضي.
مظاهر التعلق المرضي:
للتعلق المرضي مظاهر معرفية، وأخرى سلوكية، وأهمها:
• هيمنة المتعلق به على تفكيره فهو منشغل به على الدوام، قال مجنون ليلى:
أراني إذا صليت يممت نحوها بوجهي وإن كان المصلى ورائيا
وما بي إشراك ولكن حبهــا كعود الشجا أعيا الطبيب المداويا
• انسحاب طاقته العملية إلى الداخل لانشغالها بالتفكير في المتعلق به، قال جميل بثينة:
يقولون جاهد يا جميل بغزوة وأيَّ جهادٍ غيرهن أريد!!
لكل حديث عندهن بشاشـة وكل قتيل بينهن شهيد!!
• إدمان النظر إلى المحبوب، وتقديم رؤيته على كل شيء. فإذا أعياه ذلك تمنى المحال حتى يراه، وربما بالغ بعضهم في طلب وصال من تعلق به، حتى لقد قال أحدهم:
تمنيتُ القيامةَ ليسَ إلا لألقَى من أحبُّ على الصراطِ
فإذا أعياه لقاءُ من يُحب.. فعل كما فعل مجنون ليلى:
أُقلِّبُ طرفِي في السماءِ لعلَّه يوافقُ طرفِي طرفَها حين تنظرُ
• السعي الدائب للقرب منه.
• ارتهان سعادته وسروره بالمحبوب، قال جميل:
وأنت التي إن شئت كدرت عيشتي وإن شئت بَعدَ اللهِ أنعمتِ باليا
• موافقته في كل ما يقول وإن كان محالاً، قال خليفة الأسدي:
فلو قلتِ: طأ في النار، أعلم أنه هوىً لك أو مدنٍ لنا من وصالكِ
لقدمت رجلي نحوها فوطِئتُها هُدىً منكِ لي أوهفوةً من ضلالك
• الاضطراب عند رؤيته فجأة ، قال مجنون ليلى:
فما هو إلا أن رآها فُجَاءةً فأُبهِتَ حتى ما يكاد يجيب
• تعمد لمسه والاقتراب الجسدي منه.
• الرغبة الدائمة في ذكره والحديث عنه وتتبع أخباره.
• محاولة إظهار النفس أمامه في أجمل صورة، حتى ولو كان ذلك على غير طبيعتها (فالبخيل يكرم، والجبان يشجع..).
• ظهور بعض الأعراض الاكتئابية: من حزن وبكاء عند فقدان المتعلق به، وانسحابية من الحياة الاجتماعية، وخمول، وهزال جسدي.
ومن الطريف أن كتب الحب تجعل من الأعراض الاكتئابية علامة من علامات الحب الصادق (!!!)، ومن ذلك قول بعضهم:
ولما شكوت الحب قالت كذبتني فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا
فلا حب حتى يلصق الجلد بالحشا وتخرس حتى لا تجيب المناديا
(ومعنى "فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا: أنها مكسوة باللحم، لم يصبها الهزال والنحول، دلالة على شدة سقمه).
رد: التعلّق المرضي... أسباب ونتائج
آلية التعلق المرضي:
يمكن أن نستخدم الآلية الإدمانية في تفسير سلوك التعلق المرضي.
فالإدمان يُطلَق في الأصل على: سوء اسخدام مواد أو عقاقير معينة. غير أن آلية الإدمان المتمثلة في الاعتماد على الشيء، ثم زيادة قدر الجرعة لكي يحصل الإنسان على ما كان يحصل عليه من المتعة سابقاً، ووجود أعراض معرفية وانفعالية وسلوكية لمحاولة تركه. هذه الآلية يمكن أن تحدث مع كثير من الظواهر التي يتعلق بها الإنسان فيصل إلى "الحدِّ الإدماني" له.
والإدمان في صميمه ضد الاستقلال الذاتي، إذ يشعر المدمن أنه مستعبد لما يدمنه، ويشعر أن إرادته الحرة واستقلاله الذاتي مرهونان فيما يدمنه.
وإذا طبقنا الآلية الإدمانية على سلوك التعلق المرضي سنرى أن:
مبادئ العشق والتعلق المرضي وأسبابه اختيارية، فإذا أتى الإنسان بالأسباب ترتبت عليها النتائج بغير اختيار.. كما قال الشاعر:
تولَّع بالعشق حتى عشِق فلما استقلَّ به لم يُطِق
رأى لُجَّةً ظنها موجةً فلما تمكن منها غَرِق
تمنى الإقالةَ من ذنبه فلم يستطِعها ولم يستَطِق
وهذا بمنزلة السكر من شرب الخمر، فإن شرب الخمر اختياري، وما يتولد عنها من السكر اضطراري.
والإدمان يتميز بالاعتماد، والتحمل، والانحسابية.
وفي التعلق المرضي "اعتماد" على المتعلق به كما يعتمد المتعاطي على العقار، فيصبح هو مدار حياته وغاية أفعاله.
وفيه "تحمل".. فالمتعلق يبدأ بجلسات قليلة مع محبوبه يدرك فيها لذته، ثم يتصاعد الوقت، وتتزايد الأفعال المطلوبة لكي يدرك نفس ما كان يدركه من لذة.
أما الانسحابية فتظهر جلية في لحظات الفراق، فيعاني المحب من فقدان المعنى في حياته، والفراغ المطلق، ويشعر أن كل ما كان فيه وهم لأنه فقد مركز الدائرة الذي كان يدور حوله.
أسباب التعلق المرضي:
1- الحرمان العاطفي في الأسرة:
سواء كان بسبب خلافات أسرية، أو مخطوطات معرفية خاطئة تمنع الآباء من إظهار عواطفهم لأبنائهم.
2- التأثر بالنموذج:
والنماذج التي يمكن أن يتأثر بها الإنسان متعددة، ومنها:
• نماذج أسرية: الأب، الأم، الأخوات، الإخوة، الأعمام، العمات، الأخوال، الخالات.
• نماذج الرفاق في الحي أو المدرسة أو العمل.
• نماذج إعلامية: في الأفلام أو المسلسلات أو البرامج أو الأغاني (الفيديو كليب).
• نماذج مقروءة: القصص والروايات.
3- ضعف الثقة بالنفس،
والبحث عن شخصية يتوحد فيها لكي يشعر بشي من القوة.
4- ضعف الصلة بالله جل وعلا:
والأصل في ذلك قوله تعالى: "ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله، والذي آمنوا أشد حباً لله" والإمام ابن تيمية رحمه الله يقرر قاعدة متميزة في ذلك فيقول في كتاب "العبودية": من لم يكن عبداً لله كان عبداً لهواه، شاء أم أبى .
5- وفرة التعزيز في العلاقة:
فإذا كان الفرد يشعر بالحرمان، ثم يجد لذة بالغة في تعلقه المرضي، فستكون هذه اللذة دافعاً لاستمرار العلاقة.
6- اضطراب الشخصية:
هناك اضطرابات خاصة في الشخصية يمكن أن تؤدي إلى التعلق المرضي؛ فالشخصية الاعتمادية: بطبعها تبحث عمن يسيرها، وتدور حوله، وكثير من التعلقات المرضية تنشأ بسبب اعتمادية كامنة. وكذلك اضطراب الشخصية الحدية عند المتعلق، واضطراب الشخصية النرجسية عند المتعلق به.
7- أسباب اجتماعية: أهمها:
• ضعف رقابة الأسرة على الأبناء.
• وفرة وسائل الاتصال دون ضابط أو موجه (الجوال والإنترنت والهاتف).
• تيسر المواصلات (السائق).
• الاختلاط في العلاقات الاجتماعية أو في الدراسة أو العمل (وذلك في التعلق بين الجنسين).
• ضعف العقوبة الرادعة عن الفعل سواء على مستوى الأسرة أو الدولة.
آثار التعلق المرضي:
يترك التعلق المرضي آثاره على حياة المتعلق بكاملها، ومن أهم آثاره:
• انخفاض مستوى التحصيل العلمي.
• اضطراب العمل وضعف الفاعلية فيه.
• فشل الحياة الزوجية: وذلك على أكثر من صورة، فيمكن أن يكون التعلق قبل الزواج أو بعده، ويكون من نفس الجنس أو الجنس الآخر:
o فإذا كان المتعلق به من نفس الجنس شغل المتعلق عن زوجه وأسرته، وأصبحت لذته دائرة حوله.
o وإذا كان من جنس آخر واشتد تعلقه به، فإما أن يتم زواجه به أو لا يتم، وإذا تم الزواج بعد تعلق شديد، فيمكن أن يفشل، لأن التعلق الشديد يرفع مستوى التوقعات، وتكون توقعات كل طرفٍ من الآخر توقعات خيالية مثالية.. فإذا نزلوا إلى عالم الواقع بالزواج لم يجدوا فيه ما تخيلوه، وكان ذلك سبباً في كثير من المشاكل الزوجية، والشعور بأن الطرف الآخر كان يمنحه الكثير في فترة الحب قبل الزواج.. وهذا غير صحيح، لأن الحرمان هو الذي كان يزيد العلاقة اتقاداً.
o أما إذا تعلق الإنسان بمحبوب ثم تزوج غيره، فيمكن أن يكون ذلك سبباً في كثير من الخلافات بينه وبين من اقترن به، لأنه يقارن على الدوام بينه وبين محبوبه السابق، وهي مقارنة خاطئة، لأنه يقارن بين علاقة زواج واقعية وعلاقة حب خيالية يؤججها "الحرمان"، ويزيد من مثاليتها "الفقدان".
• الخيانة الزوجية: إذا زاد التعلق المرضي فيمكن أن يؤدي بالمتعلق – مع ضعف الدين – إلى الخيانة الزوجية.
• البعد عن الله تعالى والانشغال عن طاعته بحقير الأعمال.
يمكن أن نستخدم الآلية الإدمانية في تفسير سلوك التعلق المرضي.
فالإدمان يُطلَق في الأصل على: سوء اسخدام مواد أو عقاقير معينة. غير أن آلية الإدمان المتمثلة في الاعتماد على الشيء، ثم زيادة قدر الجرعة لكي يحصل الإنسان على ما كان يحصل عليه من المتعة سابقاً، ووجود أعراض معرفية وانفعالية وسلوكية لمحاولة تركه. هذه الآلية يمكن أن تحدث مع كثير من الظواهر التي يتعلق بها الإنسان فيصل إلى "الحدِّ الإدماني" له.
والإدمان في صميمه ضد الاستقلال الذاتي، إذ يشعر المدمن أنه مستعبد لما يدمنه، ويشعر أن إرادته الحرة واستقلاله الذاتي مرهونان فيما يدمنه.
وإذا طبقنا الآلية الإدمانية على سلوك التعلق المرضي سنرى أن:
مبادئ العشق والتعلق المرضي وأسبابه اختيارية، فإذا أتى الإنسان بالأسباب ترتبت عليها النتائج بغير اختيار.. كما قال الشاعر:
تولَّع بالعشق حتى عشِق فلما استقلَّ به لم يُطِق
رأى لُجَّةً ظنها موجةً فلما تمكن منها غَرِق
تمنى الإقالةَ من ذنبه فلم يستطِعها ولم يستَطِق
وهذا بمنزلة السكر من شرب الخمر، فإن شرب الخمر اختياري، وما يتولد عنها من السكر اضطراري.
والإدمان يتميز بالاعتماد، والتحمل، والانحسابية.
وفي التعلق المرضي "اعتماد" على المتعلق به كما يعتمد المتعاطي على العقار، فيصبح هو مدار حياته وغاية أفعاله.
وفيه "تحمل".. فالمتعلق يبدأ بجلسات قليلة مع محبوبه يدرك فيها لذته، ثم يتصاعد الوقت، وتتزايد الأفعال المطلوبة لكي يدرك نفس ما كان يدركه من لذة.
أما الانسحابية فتظهر جلية في لحظات الفراق، فيعاني المحب من فقدان المعنى في حياته، والفراغ المطلق، ويشعر أن كل ما كان فيه وهم لأنه فقد مركز الدائرة الذي كان يدور حوله.
أسباب التعلق المرضي:
1- الحرمان العاطفي في الأسرة:
سواء كان بسبب خلافات أسرية، أو مخطوطات معرفية خاطئة تمنع الآباء من إظهار عواطفهم لأبنائهم.
2- التأثر بالنموذج:
والنماذج التي يمكن أن يتأثر بها الإنسان متعددة، ومنها:
• نماذج أسرية: الأب، الأم، الأخوات، الإخوة، الأعمام، العمات، الأخوال، الخالات.
• نماذج الرفاق في الحي أو المدرسة أو العمل.
• نماذج إعلامية: في الأفلام أو المسلسلات أو البرامج أو الأغاني (الفيديو كليب).
• نماذج مقروءة: القصص والروايات.
3- ضعف الثقة بالنفس،
والبحث عن شخصية يتوحد فيها لكي يشعر بشي من القوة.
4- ضعف الصلة بالله جل وعلا:
والأصل في ذلك قوله تعالى: "ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله، والذي آمنوا أشد حباً لله" والإمام ابن تيمية رحمه الله يقرر قاعدة متميزة في ذلك فيقول في كتاب "العبودية": من لم يكن عبداً لله كان عبداً لهواه، شاء أم أبى .
5- وفرة التعزيز في العلاقة:
فإذا كان الفرد يشعر بالحرمان، ثم يجد لذة بالغة في تعلقه المرضي، فستكون هذه اللذة دافعاً لاستمرار العلاقة.
6- اضطراب الشخصية:
هناك اضطرابات خاصة في الشخصية يمكن أن تؤدي إلى التعلق المرضي؛ فالشخصية الاعتمادية: بطبعها تبحث عمن يسيرها، وتدور حوله، وكثير من التعلقات المرضية تنشأ بسبب اعتمادية كامنة. وكذلك اضطراب الشخصية الحدية عند المتعلق، واضطراب الشخصية النرجسية عند المتعلق به.
7- أسباب اجتماعية: أهمها:
• ضعف رقابة الأسرة على الأبناء.
• وفرة وسائل الاتصال دون ضابط أو موجه (الجوال والإنترنت والهاتف).
• تيسر المواصلات (السائق).
• الاختلاط في العلاقات الاجتماعية أو في الدراسة أو العمل (وذلك في التعلق بين الجنسين).
• ضعف العقوبة الرادعة عن الفعل سواء على مستوى الأسرة أو الدولة.
آثار التعلق المرضي:
يترك التعلق المرضي آثاره على حياة المتعلق بكاملها، ومن أهم آثاره:
• انخفاض مستوى التحصيل العلمي.
• اضطراب العمل وضعف الفاعلية فيه.
• فشل الحياة الزوجية: وذلك على أكثر من صورة، فيمكن أن يكون التعلق قبل الزواج أو بعده، ويكون من نفس الجنس أو الجنس الآخر:
o فإذا كان المتعلق به من نفس الجنس شغل المتعلق عن زوجه وأسرته، وأصبحت لذته دائرة حوله.
o وإذا كان من جنس آخر واشتد تعلقه به، فإما أن يتم زواجه به أو لا يتم، وإذا تم الزواج بعد تعلق شديد، فيمكن أن يفشل، لأن التعلق الشديد يرفع مستوى التوقعات، وتكون توقعات كل طرفٍ من الآخر توقعات خيالية مثالية.. فإذا نزلوا إلى عالم الواقع بالزواج لم يجدوا فيه ما تخيلوه، وكان ذلك سبباً في كثير من المشاكل الزوجية، والشعور بأن الطرف الآخر كان يمنحه الكثير في فترة الحب قبل الزواج.. وهذا غير صحيح، لأن الحرمان هو الذي كان يزيد العلاقة اتقاداً.
o أما إذا تعلق الإنسان بمحبوب ثم تزوج غيره، فيمكن أن يكون ذلك سبباً في كثير من الخلافات بينه وبين من اقترن به، لأنه يقارن على الدوام بينه وبين محبوبه السابق، وهي مقارنة خاطئة، لأنه يقارن بين علاقة زواج واقعية وعلاقة حب خيالية يؤججها "الحرمان"، ويزيد من مثاليتها "الفقدان".
• الخيانة الزوجية: إذا زاد التعلق المرضي فيمكن أن يؤدي بالمتعلق – مع ضعف الدين – إلى الخيانة الزوجية.
• البعد عن الله تعالى والانشغال عن طاعته بحقير الأعمال.
•(-•♥₪.::شــواطئ الأحـلام::.₪♥•-)• :: •(-•♥₪.::شواطئ الأحلام::.₪♥•-)• :: •(-•♥₪.::شاطئ الطب والصحة العامة::.₪♥•-)• :: •(-•الصحة النفسية•-)•
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى