أمثال مغلوطة

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني و أخواتي الكرام
لربما هو موضوع سمعتموه من قبل , لكنني أحببت أن أطرحه معكم لعلنا ننقل الفكرة بين الناس , ونغير ما يسر لنا الله عزو جل أن نغيره
طبعا من منا لا يمر عليه يوم دون أن يسمع مثل هذه الأمثال والتي أحيان يتعدى سمها في العقل وتأثيرها على الناس ما هو مألوف
ففي أحيان كثيرة نكون في أحد المجالس وفيها من بين الناس من يتميز بحضوره القوي وشخصيته الفريدة من رجال أو نساء ويطوف بنا بالحديث شرقا وغربا ثم يدلو بدلوه من الأمثال
التي تزرع كالسوس في الخشب فلا ترى تأثيره إلا بعد وقوع الضرر والأذى
ولغرابة الأمر تجد أيضا تأييدا في وسط الحاضرين لكلام الناطق المميز وعبارات 90 % منها ( إي والله معك حق ) فهذا المؤيد الساذج واستغفر الله لما قال قد جزم وحلف ونهى المسألة برمتها
من هذه الأمثال التي تعرفونها قولهم : إن لم تأكن ذئبا أكلتك الذئاب .....يا سبحان الله ما هذه الحكمة و التجربة الفريدة , هل غاب عن ذهننا أن الله عز قال في كتابه الكريم : ( وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان )
نعم جربنا أن نبادر بالخير والكلمة الطيبة والفعل الحسن , لكن هل نتوقف عن هذا عند أول هبة ريح فينقلب تفكيرنا رأسا على عقب ...ثم إن الصورة التي يرسمها هذا القول وهي كالغابة المتوحشة تبتعد كل البعد عن وصف الله سبحانه وتعالى للإنسان عندما قال عز من قائل ( ولقد كرمنا بني آدم )ولوصف المؤمنين خاصة عندما قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم و تعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى )
كذلك هناك القول الشعبي : ( إذا شفت أعمى طبو ...مانك أكرم من ربو ) و ( ألف عين تبكي ولا عين أمي تدمع )
فهذه الأقوال إذا لاحظنا مجال استخدمها أو مناسباتها فإنك لا تسمعها إلا عند التبرير واستغلال الناس الغافلة وغالبا ما يكون ناطقها مارا بحالة من النقمة وانعدام التوازن الذي يهديه لأن التقدير في الحياة هو لله عز وجل فقط
أي عيب وضلال في مثل هذه الأقوال ...ألسنا جميعا إخوة كما وصفنا البارئ الخالق
أتمنى ومن نفسي أبدأ أن نعي مثل هذه الأمور لأنها وبرأيي ساهمت وبشكل تراكمي كبير لما وصلنا إليه من جفاء وقسوة
أسأل الله تعلى أن يوفقنا لما يحب ويرضى